Sunday, June 10, 2007

الصراع مع اسرائيل


ستكون هذة بمشيئة الله حلقات متتابعه للصراع مع اسرائيل فلنبدا الحلقة الاولي

تاريخ العرب

العرب لغة : الصحاي والقفار والأرض المجدبة التي لاماء فيها ولا نبات . وقد أطلق هذا اللفظ منذ أقدم العصور على جزيرة العرب . كما أطلق على قوم قطنوا تلك الأرض , وأتخذوها موطنا لهم .

وجزيرة العرب يحدها غربا البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء وشرقا الخليج العربي وجزء كبير من بلاد العراق الجنوبية , وجنوبا بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند (المحيط الهندي) , وشمالا بلاد الشام وجزء من بلاد العراق على اختلاف بعض هذه الحدود , وتقدر مساحتها ما بين ميل مربع الى مليون وثلاثمائة ألف ميل مربع

أقسام العرب :

قسم المؤرخون العرب الى ثلاثة أقسام بحسب السلالات التي ينحدرون منها وهذه الأقسام هي :

أولا : العرب البائدة :

وهم العرب القدامى الذين لم يمكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم , مثل : عاد وثمود وطسم وجديس وعملاق وسواها .

ثانيا : العرب العاربة :

وهم العرب المنحدرة من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان , وتسمى بالعرب القحطانية وهدها بلاد اليمن وقد تشعبت قبائلها وبطونها فأشتهرت منها قبيلتان هما :

( أ ) حمير , وأشهر بطونها زيد الجمهور , وقضاعة , والسكاسك .

(ب) كهلان , وأشهر بطونها همدان , وأنمار , وطيء , ومذحج , وكندة , ولخم , وجذام , والأزد , والأوس ,والخزرج , وأولاد جفنة ملوك الشام .

وهاجرت بطون كهلان عن اليمن , وأنتشرت في أنحاء الجزيرة العربية وكانت هجرة معظمهم قبل سيل العرم حين فشلت تجارتهم لضغط الرومان وسيطرتهم على طريق التجارة البحرية وإ فسادهم طريق البر بعد احتلالهم بلاد مصر والشام , ولا غرر فقد كانت منافسة بين بطون كهلان وبطون حمير أدت الى جلاء كهلان ويمكن تقسيم المهاجرين من بطون كهلان الى أربعة أقسام :

(1) الأزد _ وكانت هجرتهم على رأي سيدهم وكبيرهم عمران بن عمرو مزيبقاء , وهاك تفصيل الأماكن التي سكنوا فيها بعد الرحلة نهائيا : عطف ثعلبة بن عمرو من الأزد نحو الحجاز , فأقام بين الثعلبية وذي قار , ولما كبر ولده وقوي ركنه سار نحو المدينة , فأقام بها وأستوطنها . ومن أبناء ثعلبة هذا : الاوس والخزرج , أبنا حارثة بن ثعلبة .

وأنتقل منهم حارثه بن عمرو- وهو خزاعه- وبنوه في ربوع الحجاز , حتى نزلوا بمر الظهران , ثم إفتتحوا الحرم فقطنوا مكة وأجلوا سكانها الجراهمة .

ونزل عمران بن عمرو في عمان , وأستوطنها هو وبنوه وهم أزد عمان , وأقامت قبائل نصر بن الأزد بتهامة , وهم أزد شنوءة .

وسار جفنة بن عمرو الى الشام فقام بها هو وبنوه , وهو أبو الملوك الغساسنة . نسبه الى ماء في الحجاز يعرف بغسان كانوا قد نزلوا بها أولا قبل تنقلهم الى الشام .

(2) لخم وجذام – وكان في اللخميين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة .

(3) بنو طيء- ساروا بعد مسيرة الأزد نحو الشمال حتى نزلوا بالجبلين أجا وسلمى , وأقاموا هناك , حتى عرف الجبلان بجبلي طيء .

(4) كندة – نزلوا بالبحرين , ثم اضطروا الى مغادرتها فنزلوا بحضرموت , ولاقوا هناك مالاقوا بالبحرين , ثم نزلوا نجد , وكونوا هناك حكومة كبيرة الشأن ولكنها سرعان مافنيت وذهبت آثارها .

وهناك قبيلة من حمير مع إختلاف نسبتها إليه – وهي قضاعة – هجرت اليمن وأستوطنت بادية السماوة من مشارف العراق .

ثالثا : العرب المستعربة :

أصل جدهم الأعلى – هو سيدنا ابراهيم عليه السلام – من بلاد العراق من بلدة يقال لها (( أر )) على الشاطي

الغربي من نهر الفرات , بالقرب من الكوفة , وقد جاءت الحفريات والتنقيبات بتفاصيل واسعة عن هذه البلدة وعن أسرة سيدنا ابراهيم عليه السلام , وعن الأحوال الدينية والاجتماعية في تللك البلاد .

ومعلوم أن ابراهيم هاجر منها الى حاران أو حران ومنها الى فلسطين (ولذلك سمي بالعبراني لأنه عبر العراق الى فلسطين ) فأتخذها قاعدة لدعوته , وكانت له جولات في أرجاء هذه البلاد وغيرها وقدم مرة الى مصر وقد حاول فرعون مصر كيدا وسوءا بزوجته سارة ولكن الله رد كيده في نحره وعرف فرعون مالساره من الصلة القوية بالله حتى أخدمها ابنته هاجر اعترافا بفضلها , وزوجتها سارة ابراهيم .

ورجع ابراهيم الى فلسطين ورزقه الله من هاجر إسماعيل , وغارت سارة حتى ألجأت إبراهيم الى نفي زوجته هاجر مع ولدها الصغير – اسماعيل- فقدم بهما الى الحجاز وأسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم الذي لم يكن اذ ذاك الا مرتفعا من الأرض كالرابية , تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فوضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد , وليس بمكة يومئذ أحد , ليس بها ماء . فوضع عندهما جرابا فيه تمر , سقا فيه ماء , ورجع الى فلسطين , ولم تمضي أيام حتى نفذ الماء والزاد , وعندها تفجرت بئر زمزم بفضل الله , فصارت قوتا لهما وبلاغا الى حين .

وجاءت قبيلة يمانية – وهي جرهم الثانية – فقطنت مكة ب. فوضع عندهما جرابا فيه تمر , سقا فيه ماء , ورجع الى فلسطين , ولم تمضي أيام حتى نفذ الماء والزاد , وعندها تفجرت بئر زمزم بفضل الله , فصارت قوتا لهما وبلاغا الى حين .

وجاءت قبيلة يمانية – وهي جرهم الثانية – فقطنت مكة بإذن أم اسماعيل يقال أنهم كانوا قبل ذلك في الأودية التي بأطراف مكة . وقد صرحت رواية البخاري أنهم نزلوا مكة بعد اسماعيل , وقبل أن يشب , وأنهم كانوا يمرون بهذا الوادي قبل ذلك .

وقد كان ابراهيم يرحل الى مكة بين حين وآخر ليطالع تركته ولايعلم كم كانت هذه الرحلات الا أن المصادر الموثوقة حفظت أربعة منها.

وقد ذكر الله في القرآن الكريم أنه أرى ابراهيم في المنام أنه يذبح اسماعيل فقام بإمتثال هذا الأمر (( فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه ان ياابراهيم . قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين . ان هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم ))

وقد ذكر في سفر التكوين أن اسماعيل كان أكبر من اسحق بثلاث عشرة سنه وسياق القصه يدل أنها وقعت قبل ميلاد إسحق , لأن البشارة باسحق ذكرت بعد سرد القصة بتمامها .

وهذه القصه تتضمن رحلة واحدة على الأقل قبل أن يشب اسماعيل أما الرحلات الثلاث فقد رواها البخاري بطولها عن ابن عباس مرفوعا وملخصها أن اسماعيل لما شب وتعلم العربية من جرهم وأنفسهم وأعجبهم زوجوه امراة منهم , وماتت أمه , وبدا لابراهيم أن يطالع تركته فجاءه بعد هذا التزوج فلم يجد اسماعيل فسأل امرأته عنه وعن أحوالهما , فأوصاها أن تقول لاسماعيل أن يغير عتبة بابه , وفهم اسماعيل ما أراد أبوه , فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة أخرى وهي ابنة مضاض بن عمرو , كبير جرهم وسيدهم .

وجاء ابراهيم مرة أخرى بعد هذا التزوج الثاني فلم يجد اسماعيل فرجع الى فلسطين بعد أن سأل زوجته عنه وعن أحوالهما فأثنت على الله , فأوصى اسماعيل أن يثبت عتبة بابه .

وجاء مرة ثالثة فلقي اسماعيل وهو يبري له نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام اليه فصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد , وكان لقاؤهما بعد فترة طويلة من الزمن , قلما يصبر فيها الأب الكبير الأواه العطوف عن ولده والولد البار عن والده وفي هذه المره بنيا الكعبة ورفعا قواعدها وأذن ابراهيم في الناس بالحج كما أمره الله , وقد رزق الله اسماعيل من ابنة مضاض اثني عشر ولدا ذكرا وهم نابت أو نبايوط , قيدار , أدبائيل , ومبشام , ومشماع , ودوما , وميشا , وحدد , ويتما , ويطور و ونفيس ,وقيدمان , وتشعبت من هؤلاء اثنتا عشرة قبيلة سكنت كلها في مكة مدة , وكانت جل معيشتهم التجارة من بلاد اليمن الى بلاد الشام ومصر ثم انتشرت هذه القبائل في أرجاء الجزيرة بل والى خارجها , ثم أدرجت أحوالهم في غيابت الزمن الا أولاد نابت وقيدار .

وقد ازدهرت حضارة الأنباط –ابناء نابت- في شمال الحجاز , وكونوا حكومة قوية دان لها من بأطرافها , واتخذوا البتراء أو (البطراء) عاصمة لهم ولم يكن يستطيع مناوأتهم أحد حتى جاء الرومان فقضوا عليهم وقد رجح السيد سليمان الندوي بعد البحث الانيق والتحقيق الدقيق أن ملوك آل غسان (الغساسنة) وكذلك الانصار من الأوس والخزرج لم يكونوا من آل قحطان وانما كانوا من آل بيت نابت بن اسماعيل وبقاياهم في تلك الديار .

وأما قيدار بن اسماعيل فلم يزل أبناؤه في مكة يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده معد , ومنه حفظت العرب العدنانيه أنسابها .

وعدنان هو الجد الحادي والعشرون في سلسلة النسب النبوي وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان اذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ويقول : كذب النسابون فلا يتجاوزوه . وذهب جمع من العلماء الى جواز رفع النسب فوق عدنان , مضعفين للحديث المشار اليه وقالوا ان بين عدنان وبين ابراهيم عليه السلام أربعين أبا بالتحقيق الدقيق .

وقد تفرقت بطون معد من ولد نزار – قيل لم يكن لمعد ولد غيره فكان لنزار أربعة أولاد , تشعبت منهم أربعة قبائل عظيمة : إيـاد و أنمار وربيعة ومضر , وهذان الأخيران هما اللذان كثرت بطونهما واتسعت أفخاذهما , فكان من ربيعة : أسد بن ربيعة , وعنترة , وعبد القيس , وأبناء وائل – بكر , وتغلب – وحنيفة وغيرهما .

وتشعبت قبائل مضر الى شعبتين عظيمتين : قيس عيلان بن مضر , وبطون الياس بن مضر . فمن قيس عيلان : بنو سليم , وبنو هوازن , وبنو غطفان , ومن غطفان : عبس وذبيان , وأشجع وغنى ابن أعصر .

ومن الياس ابن مضر : تميم بن مرة , وهذيل بن مدركة , وبنو أسد بن خزيمة وبطون كنانة بن خزيمة , ومن كنانة : قريش , وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة .

وانقسمت قريش الى قبائل شتى , أشهرها : جمح و سهم وعدي ومخزوم وتميم وزهران وبطون قصي بن كلاب وهي عبد الدار بن قصي وأسد بن عبد العزى بن قصي وعبد مناف بن قصي .

وكان من عبد مناف أربع فصائل : عبد شمس ونوفل والمطلب وهاشم وبيت هاشم هو الذي اصطفى الله منه نبينا وسيدنا محمد بن عبدالله بن هاشم عليه أفضل الصلاة والسلام .

قال صلى الله عليه وسلم ((ان الله اصطفى من ولد ابراهيم اسماعيل واصطفى من ولد اسماعيل كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )) .

وعن العباس بن عبد المطلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ان الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين ثم تخير القبائل فجعلني من خير القبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا )) .

ولما تكاثر أولاد عدنان تفرقوا في أنحاء شتى من بلاد العرب متتبعين مواقع القطر ومنابت العشب , فهاجرت عبد القيس , وبطون من بكر بن وائل , وبطون من تميم الى البحرين فأقاموا بها .

وخرجت بنو حنيفة بن صعب بن علي بن بكر الى اليمامة فنزلوا بحجر , قصبة اليمامة . وأقامت سائر بكر بن وائل في طول الأرض من اليمامة الى البحرين الى سيف كاظمة الى البحر , فأطراف سواد العراق , فالأبلة فهيت .

وأقامت تغلب بالجزيرة الفراتية ومنها بطون كانت تساكن بكرا وسكنت بنو تميم ببادية البصرة .

وأقامت بنو سليم بالقرب من المدينة المنورة , من وادي القرى الى خيبر الى شرقي المدينة الى حد الجبلين الى ماينتهي الى الحرة .

وسكنت بنو ثقيف الطائف , وهوازن في شرقي مكة بنواحي أوطاس , وهي على الجادة بين مكة والبصرة .

وسكنت بنو أسد شرقي تيماء وديار بحتر من طيء وبينهم وبين الكوفة خمس ليال .

وسكنت ذبيان بالقرب من تيماء الى حوران .

وبقي بتهامة بطون كنانة , وأقام بمكة وضواحيها بطون قريش , وكانوا متفرقين لاتجمعهم جامعة حتى نبغ فيهم قصي بن كلاب فجمعهم وكون لهم وحدة شرفتهم ورفعت من أقدارهم .


No comments: